يسألنا بعض القراء الكرام في بعض الأحيان: هل في قصص وروايات شيرلوك هولمز وأغاثا كريستي أي شيء خادش للحياء؟ وهو سؤال يُشكَر أصحابُه عليه لأنه يدل على الورع والاهتمام ويؤكد حرصَ المرء على صلاح دنياه وآخرته.
وجوابنا: معاذ الله أن ننشر ما فيه خدش للحياء أو عدوان على الدين والأخلاق. صحيحٌ أننا ناشرون تجاريون ولسنا جمعية دعوية خيرية، ولكننا نحرص على آخرتنا أكثرَ من حرصنا على دنيانا ولا نقبل على أنفسنا أن نعصي ربنا ابتغاء ربح دنيوي مهما كان، فالخاسر من الناس هو مَن باع دينه وآخرته الباقية بدنياه العاجلة الفانية.
لذلك فقد صغنا فلسفتنا الأخلاقية في “رسالتنا” (التي تجدونها في صدر موقعنا الإلكتروني) قبل أن نخطّ أي كلمة في كتاب من كتبنا، وهي رسالة صريحة صادقة تؤكد التزامنا بعدم نشر أي كلمة فيها أي عدوان على الدين والأخلاق، وهذا مبدأ أخلاقي صارم حافظنا عليه في كل كلمة نشرناها خلال ربع قرن بفضل الله.
اسمحوا لنا أن نعيد نشر “رسالتنا” في هذا المنشور ليقرأها من لم يطّلع عليها من قبل:
- نريد أن نقدّم إلى القارئ العربي كتاباً يستحقّ أن يدفع ثمناً لاقتنائه، ويستحقّ أن ينفق وقتاً لقراءته، ويستحقّ أن يوفر له مكاناً على أرفف مكتبته، و يستحقّ أن يعتبره هدية ثمينة لصديق أو عزيز.
- ونَعِدُ بأن يكون كل ما ننشره سليماً في محتوياته، صحيحاً في معلوماته، دقيقاً في ترجمته (إن كان مترجَماً)، وأن يكون مكتوباً بأسلوب عربي أدبي صحيح فصيح، وأن نبذل كل طاقتنا لكي يخلو من الأخطاء النحوية واللغوية والمطبعية، ولكي يُطبَع بأفضل مستويات الطباعة. ونَعِدُ بأن نكتفي بالربح القليل ونبيع الكتاب بالسعر المناسب لكل القراء.
- ونتعهد بأن يكون في كل ما ننشره منفعة في الدنيا أو في الدين، أو فائدة للعقل أو للروح، أو تسلية بريئة ومتعة في غير معصية. ونضمن أن يخلو أي كتاب يحمل اسمَنا من أي عدوان على الأخلاق أو إساءة إلى الدين، وأن يكون ما ننشره بنّاء لا هدّاماً وداعياً إلى الخير والفضيلة والصلاح ولو بأسطر قليلات أو بكلمات معدودات.
هذه هي رسالتنا وهذه مبادئنا الأخلاقية التي ألزمنا أنفسَنا بها وطبقناها في كل منشوراتنا، فمن أين أتى الشك لبعض الناس بأن في قصص أغاثا وشيرلوك ما يُحرج أو يعيب؟ من ناحيتين: من بعض الترجمات غير الأمينة التي غيّرت أصل العمل الأدبي وأضافت إليه عبارات مثيرة بقصد الترويج التجاري، ومن الأفلام التي أخرجتها السينما، فبدّلت فيها وأضافت تفاصيل وشخصيات ليست من أصل الروايات وفيها ما فيها من سفاهة وإساءة إلى الدين والأخلاق. أما منشوراتنا فإنها ترجمات أمينة لأعمال نظيفة، وهي خالية من ذلك كله بفضل الله.