بما أن أغاثا كريستي هي أشهر مَن كتب الروايات البوليسية في التاريخ وقد طُبع من رواياتها أكثر من 2000 مليون نسخة بمئة لغة فقد كان حتمياً أن تهتم بها صناعة السينما وتحرص على إنتاج عدد من رواياتها في أفلام سينمائية.
لكن المحبط أن الأفلام التي اقتُبست من رواياتها أقل من مستوى الروايات بكثير، فمَن شاهد الفلم قبل قراءة الرواية سيُصاب بخيبة أمل ويتساءل: لماذا كل هذه الشهرة؟
عندما عرض المخرج السويدي بيلي أوغست على الروائية التشيلية الشهيرة إيزابيل أليندي إنتاج روايتها المفضلة “بيت الأرواح” في فلم سينمائي رفضت بشدة، وكان سبب رفضها أن تحويل الرواية إلى فلم يتطلب قدراً كبيراً من التعديلات والتنازلات والتضحيات بالنص الأصلي، وأن النتيجة النهائية لذلك كله هي “خيانة لروح العمل واغتيال لشخصيته الأدبية” على حد تعبيرها.
بعد شهور طويلة من المفاوضات والتعهدات والتأكيدات وافقت إيزابيل على إنتاج الفلم، ورغم أن المخرج الكبير بذل جهده للوفاء بتعهده للمؤلفة إلا أن الفلم استُقبل استقبالاً فاتراً ووصفه النقاد بأنه “فشل فادح”!
لم يكن هذا الفشل استثنائياً، فقد تواترت آراء مشابهة تجاه أعمال مشهورة لمؤلفين كبار من أمثال تولستوي (الحرب والسلام) ودوستويفسكي (الإخوة كرامازوف) وهمنغواي (لمن تقرع الأجراس) وجون شتاينبك (عناقيد الغضب)
الرسمة التعبيرية المرفَقة بهذا المنشور توضح سبب فشل الأفلام وعجزها وخيانتها لروح الرواية واغتيال شخصيتها الأدبية. ومن ثَمّ فإن نصيحتنا لقرائنا الأعزاء الذين يقدرون القيمة الأدبية العالية في روايات أغاثا كريستي: اقرؤوا الرواية قبل أن تشاهدوا الفلم، وبذلك تضمنون متعة القراءة الكاملة وعدم احتراق أحداث الرواية وجوّها الأدبي بالتصرف والاختزال.