الفاصلة علامة ترقيم وليست حرف عطف
قد لا نبالغ لو قلنا أن أكثر من نصف المترجمين الذين تُنشَر ترجماتهم ويتداولها الناس يستنسخون حرفياً الأسلوبَ الأجنبي في العطف بالفواصل، فإذا أرادوا سرد أعمال أغاثا كريستي -مثلاً- كتبوها هكذا: ألّفت أغاثا كريستي 80 رواية بوليسية، 6 روايات رومَنسيّة، 16 مسرحية، وكتابين من كتب السيرة الذاتية.
لماذا يكتبونها بهذه الصورة؟ لأنهم كذلك رأوها في أصلها الأجنبي، ولكن مَن قال أن التعبير العربي ينبغي أن يحاكي طريقة التعبير الأجنبية حرفاً بحرف؟ ألا يعلم هؤلاء المترجمون أن الاسم التابع لاسمٍ قبلَه قد يكون صفة له أو بدلاً منه أو خبراً ثانياً للمبتدأ، ولكنه لا يكون معطوفاً عليه ما لم يفصل بينهما حرفُ عطف (كالواو أو الفاء أو ثم)؟
فيا أيها المترجمون الكرام: حيثما مر بكم نص أجنبي بهذا الترتيب فاكتبوه بالأسلوب العربي الفصيح الصحيح وافصلوا بين المتعاطفَين بالواو وليس بالفاصلة، هكذا: كتبت أغاثا كريستي ثمانين رواية بوليسية وستَّ روايات رومَنسيّة وستَّ عشرةَ مسرحية وكتابين من كتب السيرة الذاتية.