تزدحم الموسوعات وكتب العلوم المعاصرة (ولا سيما المترجَمة منها) بعبارات من النوع الذي قرأتموه في صورة المنشور، وهي عبارات تخلو منها موسوعة الأجيال التي ترفض إسناد عمل الله إلى الطبيعة وتصرّ على التصريح بعظمة الخالق ودوره المفرد في خلق الكون والحياة.
وأمثال هذه التعبيرات مضللة ومتناقضة من الناحيتين اللغوية والمنطقية، فالطبيعة على وزن “فَعيلة”، وهو اسم مفعول وليس اسم فاعل، على وزن كلمتَي “سليبة” و”جريحة” بمعنى مسلوبة ومجروحة، فإذا قلنا “فلسطين السليبة” و“غزة الجريحة” لن يفهم السامع أن الأولى سلبت نفسها وأن الثانية جرحت نفسها، بل سيدرك أنهما وقع عليهما فعل السلب والجَرح وسوف يقول: من الذي سلبهما وجرحهما؟ والجواب معروف: مغول العصر عليهم لعنة الله والناس والتاريخ.
إذن فإن الطبيعة على وزن فعيلة بمعنى مفعولة، أي مطبوعة، والمفعول لا بدّ له من فاعل، فمن الذي طبعها ومن خلقها؟ إنه الله العليم القدير الخبير، وهذا ما يجده قارئ “موسوعة الأجيال” مبثوثاً في ثناياها كلها بكل وضوح.