لا شك أن أكثر قرائنا أدركوا الفرق بين الكلمتين، فأصدقاء “الأجيال” ينتمون إلى طبقة عالية مثقفة، وهم يزعجهم ما يرونه في كتبٍ كثيرةٍ من افتقار إلى الدقة في الهمزات، فلا يفرّق ناشرو تلك الكتب بين همزة القطع وهمزة الوصل، ولعلهم يجرّدون كل ألِف من الهمزة أو يهمزون الألِفات كلها دون اتباع لقواعد الإملاء الصحيحة.
القاعدة باختصار: الهمزة في فعل الأمر المشتق من الفعل الثلاثي هي همزة وصل، وهمزة الوصل لا تثبت في الرسم (أي أنها لا تُكتَب) وهي لا تُلفَظ وصلاً بل تُلفَظ فقط في حالة ابتداء النطق بالكلمة. أما الفعل الرباعي فهمزته همزة قطع تُكتَب وتُلفَظ في حالتَي الماضي والأمر.
هذا باختصار، ولهمزة الوصل والقطع في الأفعال والأسماء تفصيل أكثر شمولاً لن نطيل هذا المنشورَ بسرده.
ملحق: طريقة سهلة جداً للتفريق بين الهمزتين
أضف واواً أو فاء لأول الكلمة والفظها، فإذا لم تسمع صوت الهمزة فهي همزة وصل وإذا سمعتَها فهي همزة قطع، كما في قوله تعالى “واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا”: الهمزة هنا همزة وصل لأن الأفعال “عفا” و”غفر” و”رحم” ثلاثية. وفي قوله تعالى “وأتمّوا الحج والعمرة لله” وقوله “وأصلِحْ لي في ذريتي” وقوله “وأطيعوا الله والرسول”: الهمزة هنا همزة قطع لأن الأفعال “أتمّ” و”أصلح” و”أطاع” أفعال رباعية.