لأننا نهتم
نهتم بالإتقان، ونهتم بالتفاصيل، ونهتم برضا أصدقائنا القراء
(1) لكيلا تفسد متعة القراءة
من القراء من لا يبالي بمعرفة نهاية الرواية قبل قراءتها، وربما استعجل بالقفز إلى آخرها، فتراه يبدأ بالقراءة، حتى إذا استحكمت عقدة الرواية وزادت الأحداث تشويقاً انصرف إلى الفصل الأخير فقرأه وكشف سر اللغز ثم عاد يكمل الرواية من حيث كان.
هذا النوع قليل بين القراء، وأكثرهم (بما فيهم نحن، فريق عمل “الأجيال”) من النوع الذي يحب أن يَمضي مع أحداث الرواية واحداً بعد آخر ويمر بعُقَدها وهي تتراكم لتصل إلى أوجها في لحظة الحل المفاجئة، فإذا ما عرف نهاية القصة عرَضاً أو تطوع أحدهم ليخبره بها فسد استمتاعه بها وزهد في إكمالها.
لذلك حرصنا على إضافة ملاحظات خاصة بطبعتنا، “ملاحظات تحذيرية” لم تظهر في الأصل الإنكليزي ولا في أي طبعة أجنبية بأي لغة من اللغات سوى طبعتنا، الغرض منها حماية أصدقائنا القراء من التعرض لمثل هذا الموقف المزعج.
فقد تعقّبنا الروايات التي كشفت فيها أغاثا كريستي تفصيلاً مهماً ورد في رواية سابقة، ونشرنا في أولها تحذيراً للقراء لقراءة تلك قبل هذه، كالعبارة التي أثبتناها في مطلع رواية “شرخ في المرآة” بعنوان “تنبيه مهم من الناشر”: “كشفت أغاثا كريستي في هذه الرواية بعض تفاصيل رواية “جثة في المكتبة” التي نشرتها قبلها بعشرين سنة. لذلك نقترح على قرائنا الكرام عدم قراءة هذه الرواية إلا بعد قراءة تلك الأقدم، حتى لا تَفسد متعةُ القراءة بانكشافٍ مبكّر لتفصيلات مهمّة”.