تعاقب على رسم شخصية شيرلوك هولمز عددٌ من الرسّامين، لكن أشهرهم وأعظمهم -بلا خلاف- كان الرسام الإنكليزي سدني باجيت الذي صاحَبَ قصص هولمز منذ ولادتها المبكرة، وهو الذي بَلْوَر صورة شيرلوك هولمز وطبَعَها في عيون القراء على مدار السنين.
والغريب أن المجلة لم تسعَ ابتداءً خلف سدني باجيت بل خلف أخيه الأكبر ولتر الذي كان قد نجح في رسم رسومات قصّتَي “جزيرة الكنز” و”روبنسون كروزو”، لكن خطأ في الاتصالات تسبب في دعوة سدني، الأخ الأصغر، لرسم صور القصص الستّ الأولى التي نشرتها مجلة “ستراند” في النصف الثاني من عام 1891، وعلى إثر النجاح الهائل الذي لقيَته هذه القصص مع رسوماتها التصق سدني باجيت بآرثر كونان دويل لتصبح رسومات هذا بنفس أهمية كتابة ذاك في عالم شيرلوك هولمز.
وقد استمر سدني باجيت برسم الصور لقصص وروايات شيرلوك هولمز حتى وفاته عام 1908، وبلغ عدد ما رسمه خلال هذه السنوات 357 رسماً زيّنت 38 قصة.
وحين توفي سدني استعانت مجلة “ستراند” برسّامين آخرين، فشارك في رسم السلسة الجديدة (ذكريات شيرلوك هولمز: الظهور الأخير) كل من وُلْتَر باجيت، الأخ الأكبر لسدني، وآرثر تويدل وتشارلز هَليدي وألِكْ بول وجوزف سمبسون وهنري بروك. أما السلسلة الأخيرة (قضايا شيرلوك هولمز) فقد رسمها ثلاثة من الرسامين هم هَوارد إلْكوك وفرانك وايْلز وألفرِدْ جِلبرْت.
هذا في نسخة هولمز البريطانية التي نشرتها مجلة “ستراند”.أما في أمريكا فقد استعانت مجلة “كوليِرْز” بعدد من الرسامين أشهرهم فردرِك دورْ ستيل، ومنهم جوزف فريدرتش ورِتشارد غوتشمت ووليَم هايْد.