اختلف قراؤنا في الطريقة المفضَّلة لكتابة ونطق اسم بطلنا الشهير: بالألف أم بالياء؟ وقد اخترنا نحن -في الأجيال- الياء فكتبنا الاسم “شيرلوك” وليس “شارلوك”. لماذا؟
ابتداءً نقرّر قاعدة مهمة: إن الأسماء لا تخضع للقواعد الصارمة في النطق والرسم (التهجئة) ولا مانع من التصرف بها والاجتهاد فيها، وقد عرّب العربُ أسماء كثيرة فنطقوها على خلاف ما ينطقها أهلها الأصليون، كهرقل (هيراكيلُس) والقسطنطينية (كونستَنْتينوبولِسْ). قال الجوهري في “الصحاح”: “تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوه به العرب على منهاجها”. وقال الجواليقي في “المعرَّب”:” إن العرب كثيراً ما يجترئون على الأسماء الأعجمية فيغيرونها بالإبدال؛ قالوا: إسماعيل، وأصله إشْمائيل. وقد ينقلونها إلى أبنيتهم ويزيدون وينقصون”. وقال أبو عبيد في “الغريب”:” العرب يعرّبون الشين سيناً، يقولون: نيسابور، وهي نيشابور”.
نخلص من هذه المقدمة إلى أن الأسماء الأعجمية تحتمل أكثر من وجه في نطقها، هذا هو الأصل، إلا أن الانفتاح الثقافي والتبادل المعرفي الهائل بين الشعوب في العصر الحديث دفعا باتجاه لغوي جديد (لمّا تتقعّدْ قواعدُه بعد) يشجع على المحافظة على أصل الاسم الأجنبي ونطقه وكتابته كما هو لتسهيل تواصل القراء العرب مع الإنتاج المعرفي المنشور باللغات الأخرى.
من هذا الباب حرصنا -في “الأجيال”- على كتابة الأسماء بأدق تهجئة تعبّر عن الأصل، كما صنعنا مع اسم “أغاثا” كريستي واسم بطلها الأشهر “هيركيول” بوارو. ولو اخترنا التعريب القديم للاسم لكتبناه “هرقل” بوارو (وهو اسمٌ سيظهر في إحدى مجموعات بوارو القصصية التي تحمل عنوان “أعمال هرقل”، ولم يمكن ترجمته إلا بهذا الاسم لمناسبة السياق التاريخي لاستعمال الاسم في المجموعة).
فماذا عن اسم هولمز الأول؟ إنه اسم إنكليزي، فكيف ينطقه أهل اللغة الإنكليزية؟ الجواب: إنهم يكتبونه بحرف (e) لا بحرف (a) وينطقونه بالياء (شيرلوك) لا بالألف (شارلوك). وهذا هو سبب اختيارنا لهذه الطريقة في تهجئته، لكي نكون أقرب إلى الدقة والصواب، على عادتنا في كل ما نترجمه إلى اللغة العربية.
فما هو رأي أصدقائنا القراء؟
رابط لمقطع يوتيوبي يبيّن الطريقة الصحيحة لنطق الاسم في اللغة الإنكليزية.