هذا سؤال يتكرر وصوله إلينا في الحين بعد الحين، وجوابنا لكل من طرحه علينا من أصدقائنا الأعزاء هو:
أولاً نشكرك جزيل الشكر على ورعك وأخلاقك الرفيعة، فكثيرون لا يبالون ولا يفكرون بحِلّ أو حرمة ما يقرؤون من الكتب المسروقة التي تصل إليهم عن طريق مواقع القرصنة الإلكترونية.
ومع شكرنا لك ولأمانتك يسرنا أن نؤكد لك أننا نسامحك في الدنيا والآخرة. وفي الحقيقة فإن لنا موقفاً قد يستغربه القراء ولا يوافق عليه أكثر الناشرين، فنحن لا نبالي بسرقة كتبنا وعرضها في المواقع غير الشرعية لسبب جوهري يتعلق بطبيعة قرائنا الأعزاء.
فقد لاحظنا دائماً أن أصدقاءنا -من محبّي وقرّاء الأجيال- ينتمون لطبقة عالية متميزة من القراء. إنهم من عشّاق الكتب الذين يقدّرون الإتقان ولا يقبلون بالمستويات الرديئة في صناعة الكتاب، لا في الترجمة والصياغة والطباعة ولا حتى في التغليف والشحن والتوصيل، وهم لن يجدوا ما يرضيهم في نسخ رقمية مصورة رديئة سُرقت وصُوِّرَت ونُشرت بلا إتقان.
لذلك فإننا مطمئنون وواثقون أن صديق الأجيال الذي اهتم بقراءة النسخة الرقمية المسروقة لم يصنع ذلك إلا لسبب مقنع، فإما أنه لم يستطع الوصول إلى النسخ الورقية الأصلية بسبب البعد الجغرافي وصعوبة وصول الكتب إليه (كأهلنا الأحبة في فلسطين على سبيل المثال) أو بسبب كلفة الشحن العالية (كما هي الحال مع قرائنا وأصدقائنا الأعزاء في العراق وسوريا وبعض الدول الآسيوية والأوربية البعيدة) وفي كل الأحوال نبقى واثقين أن أصدقاءنا لن يترددوا في شراء كتبنا الأصلية عندما تزول العوائق والصعوبات.
أما الذين يستطيعون شراء نسخنا الورقية ثم يختارون قراءة النسخ الرقمية المسروقة فإنهم ليسوا أصدقاء للأجيال قطعاً وهم لا ينتمون إلى الطبقة الراقية من القراء الذين نفتخر بصداقتهم، ومن ثَمّ فإننا لا يضيرنا أن يقرؤوا نسخاً مسروقة، لأنهم لن يشتروا كتبنا أصلاً ولا يهمهم أن يكونوا جزءاً من مجتمعنا الحميم.
أصدقاءنا الأعزاء: نفتخر بصداقتنا ومحبتنا المتبادلة، ونعتزّ بكم وبثقتكم وحرصكم على منشوراتنا الأصلية، ونتمنى أن تدوم علاقتنا وصداقتنا طول العمر بإذن الله.