الوصف
تقييم 5 نجوم من قرّائنا الأعزاء الذين نفتخر بانضمامهم إلى "عائلة الأجيال"
اطّلع على تقييماتنا في أنحاء موقعنا أو ابحث عنّا بنفسك في المواقع والمنتديات

من هي أغاثا كريستي؟
تُعتَبر أغاثا كريستي أعظم مؤلفة في التاريخ من حيثُ انتشار كتبها وعدد ما بيع منها من نسخ، وهي -بلا جدال- أشهر مَن كتب قصص الجريمة في القرن العشرين وفي سائر العصور. وقد تُرجمت رواياتها إلى معظم اللغات الحية، وقارب عدد ما طُبع منها ألفَي مليون نسخة!

من هي دار الأجيال؟
مع انطلاقنا قبل أكثر من 20 عاماً نشرنا "رسالتنا" التي صدّرنا بها موقعنا الإلكتروني والتي ما تزال كما هي بعد كل هذه السنين، لم تتغير فيها كلمة، ذلك أننا عندما كتبنا كلماتها كنا حريصين على الالتزام بها وتطبيقها تطبيقاً عملياً ولم نطرحها من باب الشعارات النظرية الخيالية، ونحن نراجعها على الدوام ونتأكد مرة بعد مرة أننا ما زلنا أوفياء لها وحريصين على تطبيقها في عملنا كله.

مطبوعة طباعة فاخرة جداً على ورق كريمي فاخر
يتفاوت ورق الطباعة تفاوتاً كبيراً اعتماداً على عدة معايير أهمها اللون والثخانة. ومن ناحية اللون فقد استعملنا في روايات أغاثا كريستي ورق “offset woodfree creamy paper” كريميّ اللون. وهو أقل شيوعاً وأغلى قليلاً من الورق الأبيض التقليدي الشائع. وبالنسبة للثخانة (السُّمْك) فإن الورق الشائع في طباعة الكتب يتراوح وزنه بين ستين غراماً وسبعين، فلا يَحسُن أن يَقِلّ عن ستين لأنه عندما يرقّ الورق تزيد شفافيته فيسبّب إزعاجاً للقارئ الذي تلتقط عيناه أثناء القراءة صورةً للنص المطبوع على الجهة الخلفية من الورقة، ولا يزيد عن سبعين لأن الكتاب سيغدو ثقيلاً مزعجاً نسبياً. وقد اخترنا الوزن الأعلى، وهو سبعون غراماً.

مغلفة بإحكام لضمان وصولها جديدة تماماً
بعد تجارب كثيرة عملية تحاكي ظروف الشحن القاسية، وهي ظروف معروفة يمكن لأي مهتم الاطّلاع عليها بالبحث في تسجيلات يوتيوب المصورة، وتصل لدرجة إلقاء الطرد على الأرض الصلبة من ارتفاع مترين كاملين. وبعد أن أرسلناها إلى أنفسنا عن طريق شركة الشحن نفسها التي نشحن معها إلى أصدقائنا القراء، اعتمدنا “طريقة الأجيال القياسية” في التغليف، وهي طريقة غير مسبوقة، لم يستعملها قبلَنا أحدٌ من موزّعي الكتب في العالم العربي فيما نعلم: المجموعات الكاملة (مجموعات شيرلوك هولمز وأغاثا كريستي) تُعبَّأ مسبقاً في المطبعة في طرود مصنوعة من كرتون مضلّع ثلاثي الطبقات، ثم توضع في داخلها طبقة عازلة من الفلّين الليّن من الجهات الستّ بحيث توفر حماية كاملة للمحتويات، وهذه تُشحَن للأصدقاء كما هي بتعبئتها الأصلية. أما الطلبات الصغيرة التي نستلمها لعناوين متفرقة من الروايات فإننا نجهزها في مستودعنا يدوياً، حيث نلفّها بثلاث طبقات مزدوجة من لفائف الكرتون المضلع ثم نلصقها بإحكام.
بعد ذلك كله: لو حصل أي خطأ في التغليف (سواء من طرف المطبعة أو من قِبَل عمالنا في مستودعنا) ونتج عنه تشوّه في الكتب، فماذا نفعل؟ بكل بساطة: نطلب من الأصدقاء الذين استلموا كتباً مشوهة أن يصوروها لنا ونرسل لهم بديلاً عنها على حسابنا. ليس مِنّةً وتفضلاً منا، بل لما هو أهم: لأن هذا حق أصلي للقارئ الذي وثق بالناشر ودفع ثمن الكتاب على أمل الحصول على منتج يحقق رضاه ويستحق الثمن المدفوع.
الأعمال الكاملة والنص الكامل لأول مرة باللغة العربية
أول طبعة في العالم تضم جميع الرسومات الأصلية
المقدمات ورسائل الناشر
نريد أن نقدّم إلى القارئ العربي كتاباً يستحقّ أن يدفع ثمناً لاقتنائه، ويستحقّ أن ينفق وقتاً لقراءته، ويستحقّ أن يوفر له مكاناً على أرفف مكتبته، و يستحقّ أن يعتبره هدية ثمينة لصديق أو عزيز.
ونَعِدُ بأن يكون كل ما ننشره سليماً في محتوياته، صحيحاً في معلوماته، دقيقاً في ترجمته (إن كان مترجَماً)، وأن يكون مكتوباً بأسلوب عربي أدبي صحيح فصيح، وأن نبذل كل طاقتنا لكي يخلو من الأخطاء النحوية واللغوية والمطبعية، ولكي يُطبَع بأفضل مستويات الطباعة. ونَعِدُ بأن نكتفي بالربح القليل ونبيع الكتاب بالسعر المناسب لكل القراء.
ونتعهد بأن يكون في كل ما ننشره منفعة في الدنيا أو في الدين، أو فائدة للعقل أو للروح، أو تسلية بريئة ومتعة في غير معصية. ونضمن أن يخلو أي كتاب يحمل اسمَنا من أي عدوان على الأخلاق أو إساءة إلى الدين، وأن يكون ما ننشره بنّاء لا هدّاماً وداعياً إلى الخير والفضيلة والصلاح ولو بأسطر قليلات أو بكلمات معدودات.
عندما أعلنّا -في مؤسسة الأجيال للترجمة والنشر- عن عزمنا على تقديم ترجمة جديدة لأعمال الروائية الفَذّة، أغاثا كريستي، تساءل كثيرون باستغراب: لماذا تُجهدون أنفسكم وتتكلفون كثيراً من الجهد والعناء وكثيراً من المال لإعادة ترجمة هذه الروايات التي تُرجمت إلى اللغة العربية من قديم وتداولها الناس لعشرات السنين؟
ولكن الحقيقة (التي ربما بدت غريبة) أن الترجمة القديمة ذاتها هي الجواب عن هذا السؤال، إذ إن فيها من الأخطاء والنقائص ما لا يصلح معه الحال أو يستقيم بغير إعادة الترجمة وإعداد طبعة جديدة. وأول تلك النقائص (وإن بدت غيرَ ذات أهمية للقارئ العربي ظاهراً) أن أياً من الترجمات القديمة لم تكن “شرعية” بالمعنى القانوني، أي أن الذين نفّذوها ونشروها لم يحصلوا على الإذن بطباعتها ولم يدفعوا شيئاً مقابل حقوق النشر، ومن ثَمّ لم يهتموا بتجويدها أو إتقانها بقدر ما اهتموا بالربح العاجل والكسب السريع.
من هنا جاءت تلك الطبعات القديمة حافلة بالعيوب، حتى لا يكاد يصحُّ لمن قرأها أن يقول إنه -فعلاً- قرأ شيئاً من كتابات أغاثا كريستي. وإليكم جملة من تلك العيوب:
(1) في الترجمة نقص واسع وحذف كثير، يكاد يذهب -في بعض الأحيان- بثلث النص الأصلي. وما ندري ما الذي حمل المترجمين الأوائل على اقتراف هذا الخطأ المتعمَّد: أهو لتقليص حجم الروايات وتوفير نفقات الطباعة على الناشر، أم لتيسير القراءة على القارئ حتى لا يَمَلّ من قراءة رواية طويلة؟ ولكنْ مَن قال إن قراءة ما حُذف يبعث على الملل؟ الحقيقة أن ما وقع من حذف وتقليص واختصار قد أربك القارئ إذ غيَّبَ عنه بعض التفصيلات المهمة، كما فوّتَ عليه الاستمتاع بكثير من “اللمسات الساحرة” من الأدب الفذّ لأغاثا كريستي.
(2) في الترجمات القديمة أخطاء كثيرة لأنها -بجملتها- نتاج عمل فردي متسرع هدفه الربح العاجل كما أسلفنا، وهذه الأخطاء (وكثيرٌ منها ساذج مضحك) أفسدت استمتاع القارئ بمتابعة القصة وكانت -أحياناً- عقبةً في طريق فهمه لحَبْكَة الأحداث وعقدة الرواية.
(3) فضلاً عن أخطاء الترجمة، حفلت تلك الطبعات القديمة بما لا يكاد يُحصى من الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية وجاءت على غير نَسَقٍ في طبيعة ترجمتها وأسلوب كتابتها، حتى لتجد أن اسْمَي بَطَلَي أغاثا الشهيرَين، هيركيول بوارو والكابتن هيسْتِنْغْز، قد كُتبا بأشكال متنوعة وصور متباينة خلال الروايات، وكأنهما مجموعة من الأشخاص المختلفين!
(4) أما الطباعة فمأساة لا تقلّ حجماً عن مأساة الترجمة وتكاد تنافسها في السوء والرداءة! امتلأت الروايات بالأخطاء المطبعية التي لم يحفل بتصحيحها أحد، وصُفَّت أسوأَ صف ثم طُبعت على أسوأ ورق. وما زال أولئك “الناشرون…” يصوّرون طبعة عن طبعة حتى صارت مقاطعُ كاملةٌ منها مطموسةً مستعصيةً على القراءة لا تكاد تَبين حروفها وألفاظها.
(5) ثم اجتهد أولئك الناشرون فوضعوا لهذه الروايات أغلفة يظنّ معها من يراها أنها ليست سوى قصص فاضحة ماجنة، فكان أن أعرض عنها كثير من الناس الذين ظنوا أن صور أغلفتها تعبّر عن محتواها، وزهد في هذا الأدب الرفيع كثيرٌ من المتأدبّين.
(6) وأباح هؤلاء “المترجمون” لأنفسهم أن يتدخلوا في عناوين الروايات وتبويبها وترتيبها؛ فمسخوا العناوين الأصلية واستبدلوا بها ما ظنّوه أكثر إثارة أو أدعى لجذب القرّاء. واعتدوا على تبويب الروايات فأدخلوا بعض فصولها في بعض، وعلى ترتيب مجموعات القصص القصيرة فبعثروا ما كان منتظماً وشتتوا ما كان مجتمِعاً. كل ذلك بغير سبب واضح ولا تعليل مفهوم.
(7) وأخيراً، كان العدوان الأكبر على أغاثا كريستي بأن نحلوا لها ما ليس -أصلاً- من كتابتها. وذلك أن الناشرين لمّا رأوا إقبال الناس على ما حمل اسمها قد طمعوا في مزيد من البيع ومزيد من الربح، فجاؤوا بروايات لا يُعرَف مؤلفوها فألحقوها بها ونسبوها إليها، حتى بلغ ما نُشر في السوق باسمها مئة وبضع عشرة رواية، رغم أن كل ما كتبته من روايات بوليسية (وهي لها كتابات أخرى لم تُترجَم بَعدُ إلى العربية، كما سيأتي في ترجمتها الموجزة) ليست سوى ثمانين رواية لا غير!
* * *
فما الذي فعلناه نحن؟
اتصلنا بأصحاب الحقوق (ورثة المؤلفة) فعقدنا معهم اتفاقاً ووقّعنا عقداً ينصّ على الحقّ الحصري لنا بالطبعة العربية عبر العالم، ودفعنا مبلغاً كبيراً من المال مقابل هذا الاتفاق. بعد ذلك بدأنا بمشوار الترجمة الطويل الذي استغرق أكثر من عشر سنوات من العمل الشاق الدؤوب، المتعب والممتع في آنٍ معاً، ونفذّنا العمل بالأسلوب التالي:
(1) الترجمة على مرحلتين: يُترجَم العمل -أولاً- بالكامل، ثم يُراجَع مراجعة كاملة شاملة وكأنه ترجمة جديدة يقوم بها مترجم آخر. وكلا العملين تولاه مترجمون محترفون أصحاب خبرة وكفاية ودراية واسعة باللغتين، العربية والإنكليزية.
(2) التحرير: وفي هذه المرحلة أُخضعت الترجمات لمراجعة كاملة دقيقة لكل نص مترجَم؛ أسلوبياً ولغوياً ونحوياً وإملائياً، مع العناية بالتفقير والترقيم (وضع العلامات من نقطة وفاصلة وسواهما). وتولّى هذا العملَ واحدٌ من أفضل المختصين في هذا المجال.
(3) الصفّ والإخراج: وقد نُفِّذ هذا العمل لدى أفضل مراكز الصف، وبُذل في الإخراج من الجهد غايته ليأتي على أفضل شكل ممكن. وكان أن وقع الاختيار على قَطْع الكتاب بالشكل الذي يجده القارئ بين يديه بعد استقراءٍ لميولِ كثير من القرّاء وُجد فيه أن الغالبية منهم يفضّلون -للروايات- هذا الحجم مقابل الحجم الكبير للكتب العلمية وكتب التراث.
(4) ثم كانت المراجَعة بعد المراجَعة للنصّ النهائي المصفوف للتأكد من سلامته من أي خطأ أو سهو. كل ذلك ابتغاءَ الوصول إلى غاية الاتقان والحصول على أفضل عمل ممكن يطيقه الجهد البشري.
* * *
نعم، نحن لم نحقق كتباً عظيمة من كتب العلم ولم نترجم أعظم روائع الأدب العالمي، ولكن المرء مطالَبٌ -إذا عمل- بأن يتقن عمله؛ تلك واحدة من وصايا الشرع. ثم إن في أدب أغاثا كريستي من الجمال والرقيّ ما يستحق السعيَ إلى مثله -إذ يُترجَم- في النص المُعرَّب.
وأخيراً، فإن القارئ العربي الذي سيدفع قيمة هذه الكتب مالاً من جيبه ثم يصرف لقراءتها ساعات من وقته جديرٌ بالحصول على الأفضل. وهذا هو بالذات ما سعينا إليه في نهاية المطاف. فهل وُفِّقنا؟ نرجو أن نكون، وأنت -عزيزَنا القارئ- خيرُ حَكَم.
الأجيال
أردنا لهذه الطبعة أن تخرج متميزةً في سلامة لغتها وصحة صياغتها وقوة أسلوبها، فبذلنا في تحريرها غاية الجهد وأقصى الاهتمام، واضطررنا -في سبيل ذلك- إلى مراجعة المادة المترجَمة مرةً بعد مرة، غيرَ عابئين بما نصرفه من وقت أو نبذله من طاقة، حتى وصلنا إلى ما نحسبه عملاً مقبولاً يرضى عنه القارئ ويُرضينا نحن عن أنفسنا.
وقد أحببنا أن نضع بين يدي القارئ هذه الملاحظات حول الأسلوب الذي اتبعناه في المراجعة والتحرير:
ففي اللغة نَهَجْنا اعتمادَ الفصاحة بلا تكلّف، فاعتمدنا من الألفاظ الدائرة على ألسنة الناس ما وافق العربية، وتجنبنا كل لفظ غريب. وفي هذا المقام كرّسنا ما اعتمده مجمع اللغة العربية ووافق عليه مما ورد في معجمه “الوسيط”، مثل “السَّلَطة” و”الكُشك”، ومثل قولهم: “سرَّحَ العامل” (بمعنى أخلاه وصرفه من عمله) و”أشَّرَ على الكتاب” (أي وضع عليه إشارة برأيه)، ومثل هذا كثير.
وقد تنبّهنا إلى بعض المفردات مما يُخلَط فيه بين المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، “فالمستشفى” مذكّر يُؤنَّث خطأً، و”الحماس” بالتذكير لفظ غير موجود في اللغة، بل هي “الحماسة” بالتأنيث، والرأس مذكّر لا يجوز تأنيثه (كما يشيع في الكتابات المصرية خاصة).
وكذلك تنبّهنا إلى بعض ما درَجَ على الألسنة والأقلام من مفردات غير صحيحة، فأبدلنا بها ما صحَّ وسُمِعَ عن العرب في هذا المقام، مثل قولهم: “خصّيصاً” والصواب “خصوصاً”، و”جاؤوا سويّةً” والصواب “جاؤواً معاً” لأن “سويّة” تعني الاستواء والعدل (كقولك: قسمت المال بينهم بالسوية)، و”المجوهرات”، وهو جمع غريب لم يُسمَع، والصحيح “الجواهر”، ومثل ذلك كثير.
وفي أسماء الشهور اخترنا كتابة الاسم العربي للشهر متبوعاً بالاسم الأعجمي بين قوسين، لأن من بلدان العرب (مع الأسف) من لا يعرف أهلها أسماءَ الشهور العربية، كأهل مصر وأكثر بلاد الجزيرة العربية وبلدان المغرب العربي كلها. فنكتبها بهذه الطريقة: حزيران (يونيو)، تشرين الثاني (نوفمبر)، إلخ.
وفي الإملاء: كتبنا “إذن” بالنون مطلقاً، عملت أو لم تعمل، وهو مذهب الأكثرين من أهل اللغة، وكان المبرّد يقول: “أشتهي أن أكوي يد مَن يكتب إذن بالألف، لأنها مثل أن ولن”.
وفي بعض الألفاظ التي يجوز فيها الوصل والفصل (مثل: قلَّ ما) اخترنا الوصل مطلقاً فكتبناها: “قلّما” أسوةً بأمثالها؛ فقد اتفقوا على أن يكتبوا بالوصل “ممّا” (من ما) و”عمّا” (عن ما) و”إلّا” (إن لا)، ومثلها: “إنّما” و”حيثما” و”كيفما”، إلخ.
واخترنا في لفظ “مئة” كتابتها من غير ألف، وهو رأيٌ لكثير من العلماء نقله السيوطي في “همع الهوامع” واعتمده عبد الغني الدقر في “معجم قواعد اللغة العربية”، قال: “وهو أقرب إلى الصواب”. وفي عدد المئات (كثلاثمئة وخمسمئة، الخ) اخترنا كتابتها متصلةً غير منفصلة (لا كما يفعل بعضهم فيكتبونها: ثلاث مئة وخمس مئة، إلخ).
وحرصنا -في الطبع- على أن تُثبَت همزات القطع وتُحذَف همزات الوصل، وهو الصحيح في الكتابة. وحرصنا على عدم الوقوع في الخطأ الذي يقع فيه كثيرٌ من الطابعين إذ يخلطون بين الألف المقصورة والياء المتطرفة في آخر الكلمة فينقطون الاثنتين أو يجردونهما كلتيهما من النقط، ومثل ذلك بالنسبة للتاء المربوطة والهاء المتطرفة. وحرصنا -أيضاً- على إثبات تنوين الفتح مطلقاً، وأثبتنا تنوين الضم والكسر في كل حالة خشينا فيها الالتباس.
وكذلك أثبتنا علامات الشَّكل الأصلية (الفتحة والضمة والكسرة والسكون) في كل حالة يُخشى فيها الالتباس، كالتفريق بين الفعل المبني للمجهول والمبني للمعلوم، وبين فعلَي المضارع والأمر، والمثنى وجمع المذكر السالم في حالَي النصب والجر، وغير ذلك. وحرصنا على إثبات الشَدّة -خصوصاً- في غير المواضع المدرَكة سليقةً، إذ هي دلالة على حرف محذوف.
أما علامات الترقيم (من نقطة وفاصلة وعلامة استفهام وغيرها)، فقد أوليناها كل عناية ممكنة، فهي -كما سمّاها بعض الأدباء- “علاماتٌ للتفهيم”، بها يتم المعنى ويَضِحُ المقصود. واتّبعنا في تحديد العلامات ومواضعها الأصولَ التي اعتمدها أهل البحث واللغة، وعلى رأسهم العلامة أحمد زكي باشا في كتابه القيّم “الترقيم وعلاماته في اللغة العربية” مع بعض التصرف بما يوافق الأصول الحديثة المتّبَعة في عالَم النشر في هذا العصر.
وأخيراً نظرنا في كتابة الحروف الأجنبية التي ليس لأصواتها مقابل في لغتنا العربية، فوجدنا القوم قد اختلفوا فيها اختلافاً كبيراً.
فأما الباء الشديدة (p) فقد كتبوها باء بثلاث نقاط، فاعتمدنا لها الباء العادية، إذ ليس من المتيسّر في الصف والطباعة توفير باء مثلثة، كما أن هذا الرسم غيرُ متفَقٍ عليه ولا هو معتمَد من جهة علمية ذات شأن كمجمع اللغة العربية. وكذلك فعلنا في الحرف (v) فكتبناه فاء عادية بنقطة واحدة.
أما الحرف الذي أثار أكبر اضطراب فهو الحرف (g) الذي يسمّونه “جيماً مصرية”. فلأجل نطق أهل مصر الجيم بهذا الصوت اعتمد له كثيرون صورة الجيم، ولكن لو تأمّلت مَخرَج هذا الحرف ومَخرَج الجيم لوجدتهما متباعدَين تباعداً بيّناً، ولوجدت أن ما يقاربه في لغتنا مَخرجاً (في النطق) هي الغين والقاف والكاف. وقد كان هذا الصوت يُكتَب -فيما نُقل قديماً عن الفارسية- كافاً فوقها خط، وهي صورة لم يُتّفَق عليها فماتت واندثرت. وأهل الخليج يكتبون -اليوم- هذا الصوت قافاً، ويكتبه آخرون غَيْناً، وهو ما اخترناه لما وجدنا من قوة الدليل عليه. وانظر كيف كتبوا أكثر ما عرّبوا من أسماء البلدان كذلك فقالوا: “البرتغال” و”غانا” و”السنغال” و”بلغاريا” و”غرينتش”… وأمثال ذلك كثير كثير.
وهكذا كتبنا اسم مؤلفة هذه القصص ”أغاثا“ خلافاً لما كان شائعاً من كتابتها بالجيم. واستثنينا من الكتابة بالغَيْن فقط كلمة “إنكلترا” والنسبةَ إليها (إنكليز وإنكليزية) لشيوع كتابتها بالكاف بين المتعلمين وطلبة المدارس ولمناسَبة المخرج، فأثبتناها بالكاف كما هي هنا.
أما أكثر ما يربك فهو كتابة الحروف الصوتية الطويلة في الأسماء الأجنبية. ففي العربية ثلاثة أصوات طويلة لا غير: الألِف والواو والياء، أما في الإنكليزية فتوجد ثمانية أصوات طويلة: الألف المرقَّقة (كما في: cat)، والألف المفخَّمة (كما في: car)، والألف الممالة (كما في: care)، والواو المشبعة (كما في: boot)، والواو الممالة المرقَّقة (كما في: bone)، والواو الممالة المفخّمة (كما في: orange)، والياء المشبعة (كما في: me)، والياء الممالة (كما في: urgent). وقد قربنا -في الرسم العربي- كل أنواع الألف فكتبناها ألفاً، وكل أنواع الواو فكتبناها واواً، ونوعَي الياء فكتبناهما ياءً، ما عدا الألف الممالة التي اجتهدنا في كتابتها ياء (كما في Hastings، صاحب بوارو الشهير في كثير من الروايات، كتبناه هيستِنْغْز).
هذا ما اجتهدنا فيه وذهبنا إليه، آملين أن يكون اجتهادنا صحيحاً وأن نكون قد هُدينا فيه إلى الصواب؛ فيكون العمل الذي نقدمه إلى قرائنا سليماً صحيحاً معافى من العيوب. والله المستعان.
المحرّر
بفضل الله فإن أصدقاءنا الذين يحصلون على منشوراتنا يدركون جودتها العالية ويُعْجَبون بمستواها الرفيع، ولكنهم لا يعرفون القصة الحقيقية التي أنتجت تلك الأعمال المتقَنة، وها نحن نكشف لهم التفاصيل:
إن كل كتاب ننشره يمرّ بسبع مراحل قبل وصوله إلى القراء الكرام. المرحلة الأولى هي ترجمة النص الأصلي، وهو عمل مهم يصنعه أحد مترجمينا المعتمَدين القلائل الذين اصطفيناهم من نحو ألف مترجم قابلناهم وراجعنا ترجماتهم في عدة بلاد على مَرّ السنين. ثم ينتقل الكتاب إلى كبير مترجمي الدار ليراجعه مراجعة كاملة، وهو مترجم متمكن جداً ويتميز بإتقانه العالي للغتين العربية والإنكليزية معاً، وغالباً ينفق في مراجعة الترجمة من الوقت مثلَ الوقت الذي أنفقه فيها المترجمُ الأول.
ثم ينتقل الكتاب -في المرحلة الثالثة- إلى أحد المحررين فيتولى تصويب ما فيه من تطبيعات (أخطاء مطبعية) وتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية لو وُجدت. ثم تأتي المرحلة الرابعة، وهي واحدة من أهم المراحل، ويتولاها رئيس التحرير الذي يعيد سَبْك النص وصياغته بحيث يقترب من الأسلوب العربي العالي بقدر الإمكان، وهو المسؤول عن إخراج النص في صورته النهائية، ومن هنا جاءت “هُويّة الأجيال الأدبية” حيث تتشابه روحُ النصوص المنشورة كلها وأساليبُها رغم اختلاف المترجمين.
المرحلة الخامسة هي الفحص الأخير للنص المطبوع للتأكد من خلوّه من أي خطأ مطبعي، ويقوم بها محرر مختص بمراجعة النصوص، وهي مهمة تسمى في أدبيات التحرير “تدقيق نسخة الطباعة”، فمن المقرر في عالم الكتابة والتحرير أن الكاتب والمحرر قد لا ينتبه للخطأ المطبعي لأنه يقرأ النص بعقله أكثر مما يقرؤه بعينيه.
ثم تنتقل الرواية -في المرحلة السادسة- إلى مصمم الغلاف الذي يُطلَب منه قراءتها بالكامل لاختيار صورة الغلاف المناسبة، وكثيراً ما يُضطر لإجراء تعديلات فنية على الصورة بعد اختيارها لتتفق مع وصف المؤلفة، كتعديل اسم باخرة “الكرنك” في رواية “جريمة فوق النيل” وشكل البيت في رواية “البيت الأعوج” وتفاصيل الجزيرة في رواية “ثم لم يبق أحد”. وعليه أن يختار أحياناً صورة تتفق مع زمن الرواية، مثل الطائرة في رواية “موت وسط الغيوم”. وفي بعض الأحيان تعترضه مشكلة خاصة عليه أن يحلها، فالبيت الذي وقعت فيه أحداث أول رواية ظهر فيها هيركيول بوارو “قضية ستايلز الغامضة” هو نفسه البيت الذي شهد خاتمة أعماله في “الستارة”، فكان على المصمم أن يختار صورتين للبيت نفسه مسبقاً، رغم أننا نشرنا الروايتين بفاصل يزيد على خمس سنوات.
وأخيراً تأتي المرحلة السابعة، وهي مرحلة التصميم الفنّي التي يتم فيها “إخراج” الرواية بمظهرها النهائي وفق القوالب المعتمَدة في “الأجيال”، وتشمل شكل ومقاس الحرف المستعمَل في متن النص وفي العناوين الرئيسية والفرعية، وتباعد الأسطر والفراغات بين الفقرات ومسافات الهوامش من الجهات الأربع. مع العلم بأننا حرصنا منذ وقت طويل على استعمال أفضل خط طباعي عربي واشتريناه بمبلغ باهظ من أكبر شركة لإنتاج الخطوط في العالم، وهو خط “لوتُس” من شركة لينوتايب، وهو الخط الذي صار “الخط الرسمي للأجيال” وحاز دائماً على إعجاب قرائنا الكرام.
هذه المراحل السبع بقيت لمدة عشرين عاماً منهجاً ثابتاً للعمل ألزمنا به أنفسَنا، ثم أضفنا أخيراً (مع الطبعة الأخيرة حصراً) مرحلةً ثامنة غيرَ مسبوقة. فقد عانينا في بعض الطبعات القديمة من مشكلات طباعية بسبب إهمال المطبعة واستهتار عمّالها، فاستُعملت أحياناً أنواع من الورق غير النوع المتفَق عليه، وفي بعض الأحيان كانت طباعة ألوان الغلاف دون المستوى الاحترافي المطلوب، وحصل ذات مرة أن استعملت إحدى المطابع غراء سيئاً تسبب في تفكّك أوراق الرواية، بل إن إحدى المطابع أسقطت ذات مرة الفصلين الختاميين من إحدى رواياتنا (البيت الأعوج) مما اضطَرّنا إلى تقديم اعتذار عام في موقعنا وعرض الفصلين الناقصين للتحميل المباشر في ملف عالي الدقة، وقد بقي هذا الملف متاحاً في موقعنا لأكثر من عشر سنوات.
لهذه الأسباب كلها، ولأننا ألزمنا أنفسنا بتقديم أفضل منتج يمكن تقديمه، فقد أضفنا إلى منهجنا السابق خطوة ثامنة، فأوفدنا إلى المطبعة مندوباً أشرف على الطباعة والتغليف في كل مراحل العمل وصولاً إلى مرحلة الشحن النهائي. كما أضفنا تحسينات لم يسبق تطبيقها من قبل، كنوع التغليف الذي استعملنا فيه موادَّ عازلةً من شأنها أن تحافظ على الكتب بحالتها الجديدة الأصلية في كل مراحل الشحن، مهما بلغت قسوة ظروف الشحن والتسليم. أما الورق الذي استعملناه في طباعة النسخ الجديدة من روايات أغاثا كريستي فهو أفضل ورق من نوعه في عالم النشر، وقد اخترناه بناء على توصية عدد كبير من القراء، ونرجو أن يحوز هذا الاختيار رضا وقبول جميع الأصدقاء.
أجوبتنا على أكثر الأسئلة تكراراً
الأرقام التي وضعناها على الأغلفة هي أرقام الروايات حسب تسلسل صدورها الأصلي، فرقم (1) مثلاً يعني أن هذه هي أول رواية نشرتها أغاثا كريستي، ورقم (10) يعني أنها العاشرة، ورقم 70 يعني أنها الرواية السبعون.
وحيث إننا لم ننته بعد من ترجمة ونشر كل الروايات فالأرقام غير الموجودة تعني أن هذه الروايات لم تُنشَر بعد.
فيما يلي قائمة بجميع روايات أغاثا كريستي حسب ترتيب صدورها بلغتها الأصلية. في هذه القائمة تجدون الروايات التي نشرناها في "الأجيال" مسجلة بعناوينها العربية، والتي لم ننشرها بعد مسجلة بعناوينها الإنكليزية الأصلية.
(1) قضية ستايلز الغامضة (1920)
(2) The Secret Adversary (1922)
(3) جريمة في ملعب الغولف (1923)
(4) Poirot Investigates (1924)
(5) ذو البدلة البنّية (1924)
(6) The Secret of Chimneys (1925)
(7) مقتل روجر أكرويد (1926)
(8) الأربعة الكبار (1927)
(9) The Mystery of the Blue Train (1928)
(10) The Seven Dials Mystery (1929)
(11) شركاء في الجريمة (1929)
(12) The Mysterious Mr Quin (1930)
(13) جريمة في القرية (1930)
(14) لغز سيتافورد (1931)
(15) خطر في البيت الأخير (1932)
(16) ثلاثة عشر لغزاً (1932)
(17) موت اللورد إدجوير (1933)
(18) كلب الموت (1933)
(19) جريمة في قطار الشرق (1934)
(20) The Listerdale Mystery (1934)
(21) لماذا لم يسألوا إيفانز؟ (1934)
(22) تحريات باركر باين (1934)
(23) مأساة من ثلاثة فصول (1935)
(24) موت وسط الغيوم (1935)
(25) الجرائم الأبجدية (1936)
(26) Murder in Mesopotamia (1936)
(27) أوراق على الطاولة (1936)
(28) Murder in the Mews (1937)
(29) Dumb Witness (1937)
(30) موت فوق النيل (1937)
(31) Appointment with Death (1938)
(32) جريمة عيد الميلاد (1938)
(33) Murder is Easy (1939)
(34) ثُمّ لم يبقَ أحد (1939)
(35) السرو الحزين (1940)
(36) إبزيم الحذاء (1940)
(37) Evil Under the Sun (1941)
(38) N or M? (1941)
(39) جثة في المكتبة (1942)
(40) Five Little Pigs (1942)
(41) الإصبع المتحرك (1942)
(42) Towards Zero (1944)
(43) في النهاية يأتي الموت (1944)
(44) Sparkling Cyanide (1945)
(45) The Hollow (1946)
(46) The Labours of Hercules (1947)
(47) ركوب التيّار (1948)
(48) البيت الأعوج (1949)
(49) A Murder Is Announced (1950)
(50) لقاء في بغداد (1951)
(51) موت السيدة ماغنتي (1952)
(52) خداع المرايا (1952)
(53) After the Funeral (1953)
(54) جيب مليء بالحبوب (1953)
(55) Destination Unknown (1954)
(56) Hickory Dickory Dock (1955)
(57) مبنى الرجل الميت (1956)
(58) قطار 4.50 من بادنغتون (1957)
(59) محنة البريء (1958)
(60) Cat Among the Pigeons (1959)
(61) مغامرة كعكة العيد (1960)
(62) الحصان الأشهب (1961)
(63) شرخ في المرآة (1962)
(64) الساعات (1963)
(65) A Caribbean Mystery (1964)
(66) في فندق بيرترام (1965)
(67) الفتاة الثالثة (1966)
(68) ليل لا ينتهي (1967)
(69) By the Pricking of My Thumbs (1968)
(70) Hallowe'en Party (1969)
(71) مسافر إلى فرانكفورت (1970)
(72) انتقام العدالة (1971)
(73) ذاكرة الأفيال (1972)
(74) Postern of Fate (1973)
(75) قضايا بوارو المبكرة (1974)
(76) الستارة (1975)
(77) الجريمة النائمة (1976)
(78) القضايا الأخيرة للآنسة ماربل (1979)
(79) Problem at Pollensa Bay (1991)
(80) While the Light Lasts (1997)
الفقرات التالية مقتطفة من مقدمتنا التي نشرناها أول مرة منذ 20 عاماً وأوضحنا فيها منهجنا في الترجمة والتحرير:
وأخيراً نظرنا في كتابة الحروف الأجنبية التي ليس لأصواتها مقابل في لغتنا العربية، فوجدنا القوم قد اختلفوا فيها اختلافاً كبيراً.
فأما الباء الشديدة (p) فقد كتبوها باء بثلاث نقاط، فاعتمدنا لها الباء العادية، إذ ليس من المتيسّر في الصف والطباعة توفير باء مثلثة، كما أن هذا الرسم غيرُ متفَقٍ عليه ولا هو معتمَد من جهة علمية ذات شأن كمجمع اللغة العربية. وكذلك فعلنا في الحرف (v) فكتبناه فاء عادية بنقطة واحدة.
أما الحرف الذي أثار أكبر اضطراب فهو الحرف (g) الذي يسمّونه “جيماً مصرية”. فلأجل نطق أهل مصر الجيم بهذا الصوت اعتمد له كثيرون صورة الجيم، ولكن لو تأمّلت مَخرَج هذا الحرف ومَخرَج الجيم لوجدتهما متباعدَين تباعداً بيّناً، ولوجدت أن ما يقاربه في لغتنا مَخرجاً (في النطق) هي الغين والقاف والكاف. وقد كان هذا الصوت يُكتَب -فيما نُقل قديماً عن الفارسية- كافاً فوقها خط، وهي صورة لم يُتّفَق عليها فماتت واندثرت. وأهل الخليج يكتبون -اليوم- هذا الصوت قافاً، ويكتبه آخرون غَيْناً، وهو ما اخترناه لما وجدنا من قوة الدليل عليه. وانظر كيف كتبوا أكثر ما عرّبوا من أسماء البلدان كذلك فقالوا: “البرتغال” و”غانا” و”السنغال” و”بلغاريا” و”غرينتش”… وأمثال ذلك كثير كثير.
وهكذا كتبنا اسم مؤلفة هذه القصص ”أغاثا“ خلافاً لما كان شائعاً من كتابتها بالجيم. واستثنينا من الكتابة بالغَيْن فقط كلمة “إنكلترا” والنسبةَ إليها (إنكليز وإنكليزية) لشيوع كتابتها بالكاف بين المتعلمين وطلبة المدارس ولمناسَبة المخرج، فأثبتناها بالكاف كما هي هنا.
أما أكثر ما يربك فهو كتابة الحروف الصوتية الطويلة في الأسماء الأجنبية. ففي العربية ثلاثة أصوات طويلة لا غير: الألِف والواو والياء، أما في الإنكليزية فتوجد ثمانية أصوات طويلة: الألف المرقَّقة (كما في: cat)، والألف المفخَّمة (كما في: car)، والألف الممالة (كما في: care)، والواو المشبعة (كما في: boot)، والواو الممالة المرقَّقة (كما في: bone)، والواو الممالة المفخّمة (كما في: orange)، والياء المشبعة (كما في: me)، والياء الممالة (كما في: urgent). وقد قربنا -في الرسم العربي- كل أنواع الألف فكتبناها ألفاً، وكل أنواع الواو فكتبناها واواً، ونوعَي الياء فكتبناهما ياءً، ما عدا الألف الممالة التي اجتهدنا في كتابتها ياء (كما في Hastings، صاحب بوارو الشهير في كثير من الروايات، كتبناه هيستِنْغْز)
عادةً تختلف الروايةُ عن الفِلْم الذي يُقتبس منها، وتعتمد درجة الاختلاف على مقدار الحرية الممنوحة لكاتب النص السينمائي (السيناريسْت). فإذا وافق المؤلف (أو ورثته بعد وفاته) على منح كاتب النص حرية التصرف فيه ليصبح أكثرَ ملاءمةً للفلم السينمائي فسوف يكون الاختلاف كبيراً. وفي هذا الباب حادثة تُروَى على أنها طرفة، وهي واقعة حقيقية، فقد حصل أن شاهد أحد الروائيين الفِلْمَ الذي اقتُبس من روايته فقال للمخرج: لقد أوحى لي هذا الفلم برواية جديدة سأكتبها وأقدمها لكم لتحويلها إلى فلم جديد!
وماذا عن روايات أغاثا كريستي؟ الملاحَظ أن الأفلام التي نُقلت عن رواياتها تشترك بِسِمَة عامة، هي حذف كثير من التفاصيل الدقيقة المهمة التي يستمتع قارئ الرواية بقراءتها، واختصار الأحداث الرئيسية، وتقديم بعض الأحداث على غيرها أو تأخيرها، وفي بعض الأحيان تُضاف إلى الفلم شخصيات جديدة أو تحذف شخصيات أصلية من شخصيات الرواية.
أما قصص شيرلوك هولمز فقد تعرضت لتشويه أكبر عندما نُقلت إلى أفلام ومسلسلات حقيقية أو كرتونية، ولعل السبب هو الحرية الكبيرة التي حظي بها مؤلفو المسلسلات وكتّاب سيناريو الأفلام نظراً نظراً لانتهاء مدة الحماية القانونية لشخصية شيرلوك هولمز بعد انقضاء أكثر من سبعين سنة على وفاة المؤلف، السير آرثر كونان كويل. ولعل أفضل النسخ السينمائية التي اقتُبست من قصص شيرلوك هولمز وأكثرها رصانة هي تلك التي أنتجتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)
من أجل ذلك كله يصرّ عشاق الأدب الأصيل (ونحن وأصدقاؤنا -قرّاء “الأجيال”- منهم بالتأكيد) يصرّون على امتلاك وقراءة الروايات الأصلية، ولا تُرضيهم ولا تشفي غليلهم النسخ السينمائية التي اقتُبست منها.