كثيراً ما يتساءل قراؤنا الذين عرفوا المحقق كونان عن علاقته بشيرلوك هولمز. وهو تساؤلٌ مفهوم بالنظر إلى التقدير العظيم الذي يُكِنّه كونان لشخصية شيرلوك هولمز، ولأنه يعتبره مثله الأعلى. ولعل هذا هو سبب تشوّق محبي كونان في كل اللغات (ومنهم محبّوه العرب بالتأكيد) إلى اقتناء وقراءة قصص شيرلوك هولمز، تلك الشخصية الفذة التي ألهمت كونان وألهمت مؤلفه.
في عام 1887 ابتكر السير آرثر كونان دويل شخصية “شيرلوك هولمز” التي قُدِّرَ لها أن تصبح أشهر شخصية بوليسية خيالية في التاريخ، وبعد “ولادة” تلك الشخصية الشهيرة بأكثر من قرن “وُلدت” شخصية خيالية أخرى استوحاها مؤلفها من شخصية شيرلوك هولمز نفسه، وهي شخصية “المحقق كونان” (كونان إدوغاوا) التي ظهرت في عالم المانغا سنة 1994، وسرعان ما صارت واحدة من أكثر شخصيات المانغا شعبيةً وشهرةً وجاذبيةً في العالم.
مُبدع شخصية المحقق كونان (أو سينشي كودو) هو مؤلف ورسام المانغا الياباني الشهير غوشو أوياما، وقد اختار لبطله الصغير هذا الاسمَ بالذات بسبب عشقه الهائل لشخصية شيرلوك هولمز واحترامه الشديد لمبتكرها الإسكتلندي السير آرثر كونان دويل.
ابتكر كونان دويل شخصية شيرلوك هولمز من الخيال ومنحه صفاته الفريدة (الذكاء الخارق ودقة الملاحظة وسرعة البديهة) فحاكاه غوشو أوياما وابتكر شخصية المحقق كونان من الخيال ومنحه الصفات نفسها، واستعار منه أيضاً أسلوبَه في البحث والتحري والتحقيق في الجرائم المعقدة وقدرتَه الهائلة على كشف أعقد الألغاز.
ما هي أوجه الشبه الأخرى التي يلاحظها أصدقاؤنا القراء بين الشخصيتين؟ وأيهما أكثر نجاحاً وإمتاعاً في القراءة: ألغاز كونان أم مغامرات شيرلوك هولمز؟