جواب السؤال المَنفيّ
أحد الأساليب الشائعة في الروايات الأجنبية السؤال المنفي، كما في الأمثلة التالية:
- ألا تفكر بأي متهم آخر في القضية؟
- ألم تعرف هذه المعلومة من قبل؟
- لقد اكتشفت السر، أليس كذلك؟
ومن الملاحَظ في كثير من الترجمات المتداوَلة في سوق النشر العربي أن المترجم يخطئ في الجواب، فيكتب “لا” وهو يقصد الموافقة على النفي، فنقرأ أجوبة الأسئلة السابقة كما يلي:
- لا، لا أفكر بأي متهم آخر.
- لا، لم أعرف هذه المعلومة من قبل.
- لا، لم أنجح في اكتشاف السر.
وهذا خطأ لغوي ومنطقي لأن السؤال نفسه يتضمن النفي، فإذا أردنا تأكيد عدم وقوع ما يسأل عنه السائل فينبغي أن نجيب بالإقرار (بنعم وليس بلا):
- نعم، لا أفكر بأي متهم آخر.
- نعم، لم أعرف هذه المعلومة من قبل.
- نعم، لم أنجح في اكتشاف السر.
وتكفي كلمة “نعم” وحدَها لإيصال المعنى المقصود، لكننا -في ترجمات “الأجيال”- نحرص على الرد الكامل (كما في الأمثلة السابقة) لتأكيد القصد ونفي اللبس.
أما إذا أردنا تأكيد وقوع ما يسأل عنه السائل بالنفي فينبغي أن نجيب بكلمة “بلى”، كما في القرآن الكريم: “وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى”، “قال أليس هذا بالحق؟ قالوا بلى وربنا”، “ينادونهم ألم نكن معكم؟ قالوا بلى”.