أرسل إلينا صديق مثقف كريم سؤالاً على الخاص آثرنا نشر جوابه نشراً عاماً لكي يستفيد منه عامة القراء والأصدقاء الكرام.
قال: أجد في ترجماتكم لفظتَي “البعض” و”الكل” بالتعريف، مع أن الشائع أنهما لفظتان منكرتان لا تُعَرَّفان، وأنتم معروفون بالدقة والإتقان وكتبكم تخلو (أو تكاد تخلو) من أي هنة تعيبها من الأخطاء النحوية واللغوية، فما الوجه في هاتين الكلمتين؟
الجواب: هذا الاستعمال كثير في كتب القدماء والخلاف فيه قديم بين النحاة واللغويين، فقد منعه كثيرون وأجازه كثيرون، فمن الذين أجازوه اللغوي والنحوي الكبير أبو علي الفارسي، وقال الجوهري: “كل وبعض معرفتان ولم يجئ عن العرب بالألف واللام، وهو جائز لأن فيه معنى الإضافة”، وتابعه ابن منظور في “لسان العرب”، وقال الأزهري: “النحاة أجازوا الألف واللام في بعض وكل وإن أباه الأصمعي”. وقد أيد الأستاذ عباس حسن هذا الرأي في كتابه العظيم “النحو الوافي” فقال (ج3 ص72): “في هذا الرأي تيسير وله أنصار من قدامى النحاة واللغويين”.
ولعل قراءنا الكرام يذكرون مقدمات رواياتنا التي نشرنا فيها “منهجنا في التحرير”، وقلنا فيه: “نَهَجْنا في اللغة اعتمادَ الفصاحة بلا تكلّف، فاعتمدنا من الألفاظ الدائرة على ألسنة الناس ما وافق العربية”.
ومن هذا الباب جاء استعمالنا لهاتين اللفظتين معرَّفتين بالألف واللام.