هذه الرواية معروضة كاملةً للقراءة والتحميل المجاني في موقعنا، وقد قرأتها إحدى الصديقات فأرسلت إلينا ملاحظة على نص جاء في الصفحة رقم 105، وهذا هو:
“غادرتُ بيته وأنا غيرُ راضٍ أبداً، فقد تحققت أسوأ مخاوفي، ولكني لم أستطع التفكير بشيء يمكنني فعله. وبعد كثير من التفكير وتقليب الأمور كتبت رسالة إلى فيليب غارود (الذي كان قد تزوج غريس، أكبر بنات أخي سايمون)”
سألتنا الصديقة: هل أخطأتم بالكتابة؟ إن المتحدث ليس أخاً لسايمون فلماذا قال: “أكبر بنات أخي سايمون”؟ أليس الأصوب أن تكتبوا: أكبر بنات أخ سايمون؟
جوابنا هو: بالتأكيد لا يوجد خطأ، فالياء في كلمة “أخي سايمون” هي علامة الجر وليست ضمير الملكية، فليس المقصود أن المتحدث يقول “أخي أنا” بل هو “أخو سايمون”. إلا أن ملاحظة الصديقة لفتت انتباهنا إلى أن أصدقاء آخرين قد يشكّون أيضاً في صواب الكلمة وربما حسبوها خطأ، فقررنا تغييرها إلى “أكبر بنات أخِ سايمون”. وأحببنا أن نشرح لقرائنا الكرام التخريج النحوي للوجهين.
كما هو معلوم فإن الأسماء الخمسة -إذا أضيفت إلى غير ياء المتكلم- تُعرَب رفعاً بالواو ونصباً بالألف وجراً بالياء، وهي “أبو” و”أخو” و”حمو” و”فو” و”ذو”. فنقول “فلان أخو فلان” و”رأيت أبا فلان” و”فلان ليس بذي علم”. هذا هو المذهب الأعلى وهو المعتمَد في إعراب الأسماء الخمسة ويسمى الإعراب بالإتمام (أي بالحروف)، ولكنّ في إعراب “أبو” و”أخو” و”حمو” مذهباً آخر صحيحاً، إلا أنه ضعيف نادر، وهو الإعراب بالنقص (أي بالحركات وليس بأحرف العلة) فنقول “فلان أخُ فلان” و”رأيت أبَ فلان” و”التقيت بحَمِ فلان”.
وحيث إنه مذهب ضعيف فإننا لا نستعمله عادة ونحافظ على الأصل العالي الذي هو الإعراب بالحروف، إلا أننا قررنا أن نختاره في هذا الموضع بالذات لنفي اللبس الذي نشأ من الياء، ولن نكرره في أي موضع آخر في كتبنا إلا للضرورة إن شاء الله، حفاظاً على الفصاحة واختياراً للوجه القياسي في إعراب الأسماء الخمسة.