كما أخبرناكم في منشور مضى: كل عمل من أعمالنا يمرّ برحلة طويلة وينتقل من مرحلة إلى أخرى قبل وصوله إلى أيدي القراء، آخرُها التحرير الذي ما زال يتولاه شخص واحد منذ افتتاح الدار قبل ربع قرن من الزمان.
هذا الشخص هو كبير محرري الدار الذي يعيد سَبْك النص وصياغته بحيث يقترب من الأسلوب العربي العالي بقدر الإمكان، وهو المسؤول عن إخراج النص في صورته النهائية، ومن هنا جاءت “هُويّة الأجيال الأدبية” حيث تتشابه روحُ النصوص المنشورة كلها وأساليبُها رغم اختلاف المترجمين.
هذه المرة سيخصص كبير محرري الدار جزءاً من وقته ليجيب شخصياً عن أسئلتكم. باب السؤال مفتوح لمدة أسبوع، وفي نهايته سنختار الأسئلة الأكثر أهمية والأكثر تكراراً ونفرد جواب كل واحد منها بمنشور خاص بإذن الله
أجوبة رئيس التحرير
مع نهاية الأسبوع الذي انقضى بعد نشر المنشور السابق جمعنا كل الأسئلة التي طرحها أصدقاؤنا على رئيس التحرير، وبعد ترتيبها ومقارنتها معاً وجدنا أن عدداً كبيراً من القراء اشتركوا في ثلاثة أسئلة رئيسية:
(1) مَن هو المحرر، وكيف استطاع امتلاك الملكة الأدبية التي تساعده في عمله؟
(2) ما هي نصائحه لتحسين الأسلوب وصقل مهارات الكتابة والتحرير؟
(3) ما هي الكتب التي تعتزم دار الأجيال نشرها بعد مجموعتَي أغاثا كريستي وشيرلوك هولمز؟
بالإضافة إلى طائفة من الأسئلة المتفرقة التي لم تَحْظَ بالقدر نفسه من الاهتمام والإجماع اللذَين حظيت بهما الأسئلةُ الثلاثة السابقة.
سوف نجيب عن الأسئلة كلها في الفقرات التالية.
من هو رئيس التحرير وما هي خلفيته العلمية وكيف اكتسب مهارته اللغوية والتحريرية؟
التقيت بأصدقائي -من قرّاء ومحبّي روايات أغاثا كريستي التي ترجمَتها ونشرتها دارُ الأجيال- منذ اثنتين وعشرين سنة، وقد عرفوني منذ ذلك الحين باسم “رمزي رامز حسّون” الذي يظهر في الصفحة الداخلية من كل الروايات. وهو ليس اسمي الحقيقي، فقد أرادت دار الأجيال إثبات اسم المحرر في أعمالها المنشورة وأردت إخفاء اسمي (بسبب طبيعتي الانطوائية) فاخترت هذا الاسم “الرمزي” لأعبّر به عن نفسي. وليس المهم أن يُعرَف المرءُ باسمه، يكفي أن يُعرَف بعمله الجيد الذي يرجو أن يُرضي به ضميرَه وأن يَرضى عنه القراء الكرام.
لو أردت أن أصف نفسي بصفة واحدة وعمل واحد يستهلك أكثر وقتي لقلت إنه “القراءة”، فأنا أقرأ كثيراً منذ أيام الطفولة، وقد قرأت آلاف الكتب في نصف القرن الذي مضى عليّ منذ اشتريت وقرأت أول “كتاب” حقيقي، وأكاد أقرأ في كل باب من أبواب المعرفة، في الأدب والتاريخ والأعلام والتفسير والفقه وعلم النفس والتربية والاجتماع والفلسفة والعلوم، وأحسب أنني قرأت -على الأقل- نصف ألف رواية من الروايات العالمية. وأكثرُ قراءتي بالعربية، وقد اقرأ بالإنكليزية في بعض الأحيان، أما شهادتي الجامعية فهي في الهندسة المدنية، ولكني لم أحب مهنة الهندسة فتركتها وانتقلت إلى “عالم الكتاب” منذ وقت طويل، من نحو خمس وثلاثين سنة.
قرأت أكثر مطوّلات الأدب وكتبه القديمة وحفظت قدراً وافراً من الشعر القديم، ولا ريب أن ذلك كله قد ساعدني على صقل ملكتي اللغوية والأدبية وعلى تنمية مهارات الكتابة والتحرير. كما درست النحو دراسة مركزة، فقد لزمت في شبابي أحدَ شيوخ النحو أربع سنين حفظت فيها المتون (كالآجرومية والألفية) ودرست كتب النحو التأسيسية (كالقطر والشذور ومغني اللبيب وأمثالها). ولا بد لكل كاتب أن يتقن النحو لأن اللحن مما يعيب الكاتب ويقلل من جودة عمله.
هذه هي خلفيتي الثقافية والعلمية التي سُئلت عنها، وقد بقيت أسئلة منوعة أخرى عن فن التحرير وطبيعة عملي فيه، وسوف أقدم أجوبتها في الفقرة التالية.
أسئلة متنوعة عن التحرير
سئلت أسئلة متعددة عن عملي في التحرير، سأجيب عن أهمها في هذا المنشور.
(س) هل قرأت كل روايات أغاثا كريستي بطبعات أخرى غير طبعة الأجيال؟
(ج) نعم، قرأت مجموعة روايات أغاثا كريستي الكاملة ثلاثَ مرات في فترة الشباب قبل صدور طبعة الأجيال، فكنت أتركها نحو عشر سنين حتى أنساها ثم أعيد قراءتها، وكانت -بالجملة- ترجماتٍ رديئةً فيها تشويهٌ واختصار يَذهبان بجزء كبير من متعة قراءتها. وعندما اشتغلت بتحرير ترجمات الأجيال كنت أقرأ الرواية كاملة قراءة أوّلية في نصف يوم لكي أستوعب كل دقائقها وتفصيلاتها، ثم أحررها تحريراً متأنياً أقضي فيه العدد العديد من الأيام.
(س) هل تقرأ الكتاب بلغته الأصلية قبل تحرير الترجمة؟
(ج) لا، أنا لا أقرأ الرواية كاملة باللغة الإنكليزية، إلا أنني لا أحرر رواية إلا وأصلُها الأجنبيُّ بين يدَي، فإذا مررت بعبارة مُلغِزة أو فقرة مبهمَة رجعت إلى الأصل فقرأته لأفهم كلام المؤلف. وقد أَحارُ في فهم النص إن كان صعباً وأصرف وقتاً في تدبّره حتى أفهمه على وجهه فأصلح النص المترجَم. ولا يمكن أن أترك نصاً مبهماً غير مفهوم لأن هدف الكلام المكتوب هو توصيل المعنى، فإذا غلب عليه الغموض ولم يَسْتَبِن القارئُ معناه فما فائدة إثباته في الورق؟
(س) هل يستطيع أيٌّ كان أن يصبح محرراً جيداً؟
(ج) لا يختلف هذا السؤال عن سؤالنا: هل يستطيع أي إنسان أن يصبح رساماً حاذقاً أو خطاطاً بارعاً أو موسيقياً مبدعاً؟ الجواب واحد في كل الحالات: الأسلوب الأدبي والرسم والخط والموسيقى مواهبُ يوهَبُها المرءُ من يوم مولده، ثم تنمو وتُصقَل بالممارسة والمِران أو تذوي وتذبل بالترك والإهمال. فمن وُلد وهو يحمل “جينات” هذه الموهبة أو تلك سَهُلَ عليه تنميتها بالتعلّم والمثابرة، ومن وُلد بغير استعداد فطري جِبِلّي لهذه المواهب سيتعب كثيراً للوصول إلى الدرجات العالية فيها، وإن لم يكن الوصول إليها مستحيلاً بإطلاق.
(س) هل يستطيع المترجم أن يقوم بدور المترجم والمحرر معاً؟
(ج) نعم، ولكنْ عليه أن يقطع الطريق الطويل بصبر ومثابرة كما قلت آنفاً، فالترجمة والتحرير موهبتان تصقلهما الأيام ولا يبلغ المواقعَ المتقدمة فيهما إلا من صرّم في القراءة والكتابة والترجمة العمرَ الطويل، فلا نتيجةَ بلا عمل “ولا زبيب إلا بعد الحصرمة” كما كان يقول علماؤنا الأقدمون.
(3) اكتساب وتنمية مهارات الكتابة والتحرير
الموضوع الثاني الذي اتفق على الاهتمام به والسؤال عنه عددٌ كبير من الأصدقاء هو “مهارة الكتابة والتحرير”: كيف يستطيع المرء تنميتَها وكيف يرتقي بأسلوبه ويحسّن مهاراته اللغوية؟
الجواب الوحيد الذي أستطيع تقديمه هو: بالقراءة والدراسة والممارسة والمثابرة. اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ واكتب ثم اكتب ثم اكتب، فتكون بذلك كمن يتلقى من مدرّب السباحة الإرشادات والتعليمات التي تجعله سبّاحاً جيداً، ثم ما يزال يمارس السباحة حتى يصبح من مَهَرة السبّاحين.
ولكنْ حَذارِ من قراءةٍ تفسد الذوق الأدبي وتشوّهُ المَلَكةَ اللغوية، كالمقالات التي تنشرها الصحف والمجلات الشعبية (غير الأدبية) والكتابات التي تنتشر في العالم الافتراضي، فأكثرها غث ضعيف، ومَن داوَمَ على قراءتها أوشك أن يدمّر سليقته اللغوية ويُلحق بها أذى لا شفاء منه. ولقد حذّر أدباء العربية الكبار من إدمان قراءة الجرائد يومَ صدرت الجرائدُ أولَ مرة في الشرق العربي بسبب ضعف أسلوبها ولكثرة ما فيها من أخطاء أسلوبية ولغوية، حتى ألّف أحدُ أعلام العربية في القرن الماضي، الشيخ إبراهيم اليازجي، كتاباً خاصاً في نقد اللغة الشائعة في الصحف سمّاه “لغة الجرائد”. ولو أدركوا ما يُنشر في العالم الافتراضي اليوم (في فيسبوك وإنستغرام وأمثالهما) من كتابات عامية ضحلة لألّفوا في نقدها مجلدات.
فماذا يقرأ -إذن- مَن أحبّ تقويمَ لغته وصقلَ أسلوبه؟ عليه بقراءة كتب الأدباء المتقدمين والمجاميع الأدبية الكبيرة: “البيان والتبيين” و”العقد الفريد” و”البصائر والذخائر” و”صبح الأعشى” وأمثالها من مصادر الأدب، وليقرأ أيضاً كتابات الأدباء المتأخرين الكبار أصحاب البيان العالي والأسلوب الرفيع، كالمنفلوطي والرافعي والمازني والزيّات وتوفيق الحكيم وأحمد أمين ومحمود شاكر وعلي الطنطاوي.
ثم أنصح بالإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبّره وحفظه، ليس لأن في قراءته أجراً فحسب بل لأنه أبلغ النصوص العربية وأعلاها على الإطلاق، حتى إن بعض أهل اللغة والأدب من غير المسلمين حفظوه (كله أو بعضه) لهذا السبب، كالأب أنسطاس الكرملي والمعلم بطرس البستاني والشيخ ناصيف اليازجي وأمين الريحاني، وغيرهم كثير. وأوصي أيضاً بقراء الحديث الشريف، فالنبي عليه الصلاة والسلام هو أفصح من نطق بالعربية وقراءةُ أحاديثه الصحيحة تقوّي الملكة اللغوية وتجوّد الأسلوب، وقد قرأت أنا متونَ الحديث الأساسية كاملة، صحيحَي البخاري ومسلم وسنن النسائي والترمذي وأبي داود وابن ماجه والموطأ ومسند أحمد، واستفدت منها الكثير.
(سأضيف بعض النصائح المفيدة في الفقرة التالية)
الكتابة الجيدة: التفقير والترقيم
إحدى مهارات الكتابة الرئيسية هي تقسيم النص إلى فقرات وتقسيم الفقرات إلى جُمَل، لأن النص الطويل الذي تتداخل فيه الأفكار يشتت ذهن القارئ ويصعّب عليه استخلاصَ وترتيبَ ما في النص من مَعانٍ وأفكار، أما النص المفقَّر والمقسَّم بطريقة صحيحة سَلِسة فإنه يوصل المعاني المقصودة بأهون سبيل، كما أنه يساعد القارئ على فهم الفكرة الرئيسية التي تقدمها الفقرةُ واستيعابِ الأفكار الفرعية التي تتضمنها الجمل التي تتكون منها الفقرات.
المهارة الثانية التي ينبغي على الكاتب والمحرر إتقانها هي “الترقيم”، أي استعمال علامات الترقيم بطريقة صحيحة، فكم من نصوص جيدة ذهب ببهائها وأخفى معانيها ترقيمٌ فاسد، وكم من كُتّاب كبار يَجهَد القارئ في قراءة كتاباتهم بسبب ضعفهم في استعمال هذه العلامات.
فمن أراد أن يكون كاتباً ومحرراً جيداً فليجتهد في دراسة علامات الترقيم، وقد أشرتُ إلى أهميتها في مقدمة التحرير التي صدَّرتُ بها روايات أغاثا كريستي المترجَمة، وهذا ما كتبته هناك: “أما علامات الترقيم (من نقطة وفاصلة وعلامة استفهام وغيرها) فقد أوليناها كل عناية ممكنة، فهي -كما سمّاها بعض الأدباء- “علاماتٌ للتفهيم”، بها يتمّ المعنى ويَضِحُ المقصود. واتبعنا في تحديد العلامات ومواضعها الأصولَ التي اعتمدها أهل البحث واللغة، وعلى رأسهم العلامة أحمد زكي باشا في كتابه القيّم “الترقيم وعلاماته في اللغة العربية” مع بعض التصرف بما يوافق الأصول الحديثة المتّبَعة في عالم النشر في هذا العصر”.
وبمناسبة الإشارة إلى “مقدمة التحرير” فإنني أنصح كل من يرغب بتحسين قدراته الكتابية ومهاراته التحريرية بقراءتها قراءة متأنية، فقد شرحتُ فيها منهج “الأجيال” في التحرير بتفصيل وافٍ بحمد الله، وسوف تجدونها في الصفحات الأولى من بعض الروايات المنشورة (وقد عرضتها دار الأجيال في “نُسَخ معاينة” مجّانية في موقعها الإلكتروني ليطّلع عليا من يشاء من القراء الكرام).
النصيحة الأخيرة التي أوجهها لمحبي الكتابة والتحرير هي قراءة كتب “الأخطاء الشائعة”، فإنها تساعد على معرفة الصواب وتجنب الخطأ. وهذه الكتب كثيرة وبعضها أفضل من بعض، وخيرُها كتابا العدناني اللذان يُغنيان عن سواهما ولا يغني عنهما غيرُهما: “معجم الأخطاء الشائعة” و”معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة”. أنا قرأت هذين الكتابين مرات كثيرة، ربما عشر مرات أو بضعَ عشرةَ مرة، وأنصح كل متدرج في فن الكتابة والتحرير بقراءتهما قراءة متأنية مرات ومرات.
ختاماً أقترح الاطلاع على المنشورات التي نشرناها قبل عدة أشهر بعنوان “كيف يصبح المرء مترجماً جيداً؟” لأن أكثر ما فيها من نصائح يفيد المحررين كما يفيد المترجمين.
ماذا سننشر في المستقبل؟
عدد كبير من القراء الكرام سألوا عن الكتب التي نعتزم نشرها خلال السنوات المقبلة. وليس الاهتمامُ بهذا السؤال مفاجئاً، فأصدقاء ومُحبّون كثيرون يطرحونه علينا باستمرار، فما هو جواب “الأجيال”؟
سنعترف أولاً بأننا ننتمي إلى نادي “صغار الناشرين” وأننا راضون بحجمنا ولا نعتزم الانتقال إلى طبقة الناشرين الكبار في أي يوم من الأيام، وذلك لسبب بسيط: لأننا حريصون على النوعية وليس على الكمية، ونفضّل أن ننتج في العام الواحد عشرين كتاباً بمستوى رفيع على نشر مئة كتاب بمستوى تجاري بعيد عن الإتقان الذي يُرضينا ويرضي قراء “الأجيال”.
بعد هذه المقدمة يسرّنا أن نشارك أصدقاءنا ببرنامج النشر الذي أعددناه للسنوات القليلة القادمة، إلا أننا لا نستطيع المغامرة بتقديم جدول زمني صارم لأن أسواق النشر تأثرت سلباً -ككل الأسواق الأخرى- بوباء كورونا، عافاكم الله. تشمل خطتنا المشروعات الآتية:
(1) نشر عناوين أغاثا كريستي الثلاثين التي لم ننشرها بعد، وبذلك تكتمل مجموعتُها البوليسية التي تتكون من 80 عنواناً (66 رواية طويلة + 14 مجموعة قصصية)
(2) إصدار الطبعة الثالثة المنقحة من “موسوعة الأجيال” التي مضى على صدور طبعتها الأولى 16 سنة، وقد بدأنا بمراجعة شاملة لكل أجزائها لتحديث معلوماتها قبل النشر.
(3) إصدار الطبعة الثانية من موسوعة “1000 حقيقة” التي صدرت طبعتها الأولى سنة 2009، بعد تحديث معلوماتها أيضاً.
(4) إعادة نشر مجموعة “أحلى الحكايات من كتب التراث” التي نشرنا في الماضي ستة كتب منها، مع توسيعها إلى 15 كتاباً بإذن الله.
(5) إطلاق سلسلة “كلاسيكيات العالَم” التي نتوقع أن تضم في مرحلتها الأولى عشرين رواية، وتشمل عناوين مختارة لبعض كبار الروائيين العالميين كتشارلز ديكنز وجين أوستن وثوماس هاردي ومارك توين وبيرل بك ولويزا ألكوت وتشيخوف.
(6) نشر مجموعة منتخبة من روايات مؤلف الخيال العلمي الشهير هـ ج ويلز تضم خمس روايات: “حرب العوالم”، “آلة الزمن”، “الرجل الخفي”، “أول رجلين على سطح القمر”، “جزيرة الدكتور مورو”.
(7) نشر مجموعة منتخبة من روايات مؤلف الخيال العلمي الشهير جول فيرن تضم 12 رواية: “رحلة إلى مركز الأرض”، “حول العالم في 80 يوماً”، “خمسة أسابيع في منطاد”، “20 ألف فرسخ تحت البحار”، “800 فرسخ في الأمازون”، “الناجون من سفينة الكونسِلر”، “دِكْ سانْد”، “غودفري مورغان”، “لغز القطب الجنوبي”، “مدينة تحت الأرض”، “مغامرات مراسل خاص”، “مصائب رجل صيني في الصين”.
هذه هي المجموعات السبع التي ستستغرق أكثر وقتنا خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى مجموعة أخرى لن نتحدث عنها الآن وسنتركها مفاجَأةً لوقتها المناسب