لا ريب أن أصدقاء وقراء الأجيال ينتمون إلى طبقة عالية مثقفة؛ تدّلنا على ذلك الأسئلةُ العميقةُ الدقيقةُ التي نستلمها منهم في بريدنا بين وقت وآخر.
وقد اخترنا من الأسئلة التي تكرر طرحُها علينا هذا السؤالَ لنجيب عنه إجابة عامة: لماذا تستعملون كلمة “رسومات” عندما تتحدثون عن الصور الأصلية التي زيّنتم بها مجموعةَ روايات وقصص شيرلوك هولمز في طبعتكم المتميزة؟ أليست كلمة “رسوم” هي جمع كلمة “رسم”؟
الجواب: صحيح، “الرسم” جمعُه “رسوم”، ولم ترد في المعاجم العربية القديمة صيغة “رسومات”. إلا أن مَجْمَع اللغة العربية في مصر أقرَّ قياسيّةَ جمع الجمع عند الحاجة، وذلك لكثرة ما ورد منه على ألسنة العرب من قديم، مثل: “بيوتات” و”رجالات” جمعاً لبيت ورجل. وعليه صحّحَ المجمعُ ألفاظاً من نوع “رسومات” جمعاً لرسوم و”فحوصات” جمعاً لفحوص، واعتبر جمعَ الجمع بهذه الصيغة مقبولاً لكل ما جرت الكثرةُ فيه.
ونحن جمَعْنا كل الصور التي رسمها رسّامو قصص وروايات شيرلوك هولمز على مدى أربعين سنة وزَينّا بها مجموعتنا، فصارت مجموعةً متميزةً بالرسوم الأصلية على مستوى العالم وليس محلياً فقط، حتى لنستطيع أن نقول (صادقين بإذن الله) أنها أكملُ طبعة لأعمال شيرلوك هولمز وأحْفَلُها بالرسوم من بين كل الطبعات العالمية بكل اللغات، فلا نعرف أي طبعة جمعت هذا العدد الهائل من الرسوم غير طبعتنا.
فلما كانت الصور عندنا بهذا العدد الكبير (وقد جاوزت المئات عدّاً) لم نجد بأساً في استعمال جمع الجمع الذي أجازه المجمع، وأن ندعوها “رسومات” لا “رسوماً” فحسب. ونرجو أن لا نكون قد بالغنا بتقدير أنفسنا أو جانَبْنا باستعمال هذه المفردة الصواب.