بعد نشر المنشور الأخير وصلتنا من أصدقاء أعزاء عدةُ ملاحظات تنتقد صرامتنا المبالَغ بها وتذكّرنا بأهمية المحافظة على موارد البيئة وتجنّب الإسراف والتبذير.
نحب أولاً أن نجدد افتخارنا بأصدقائنا الذين ما زالوا يثبتون مرة بعد مرة أنهم ينتمون إلى نخبة القرّاء وصفوة المجتمع، فهذا الاهتمام بالبيئة وبتقدير النعمة لا يأتي إلا من طبقة مثقفة واعية محبة للكتب، فهنيئاً لنا بمثل هؤلاء الأصدقاء الذين تضمّهم “عائلة الأجيال” العزيزة المتميزة.
ولنُجِب الآن عن سؤالكم: كم يبلغ عدد النسخ المتأذية التي رميناها وتخلصنا منها؟
الجواب هو: صفر.
نطمئن أصدقاءنا وأصدقاء الكتاب وأصدقاء البيئة أننا لم نَرْمِ أيّ نسخة مَعيبة على الإطلاق، فكما قلتم في بعض التعليقات (وهو قول حق لا مِراء فيه): إن من الإسراف والبطر أن نتخلص من نسخة ممتازة لمجرد عيب بسيط أو تشوّه طفيف لا يكاد يلاحَظ. معاذ الله أن نكون بهذا الاستهتار.
لكنا لا نستطيع -من ناحية أخرى- أن نخدع أصدقاءنا الذين وثقوا بنا واشتروا كتبنا بالثمن الكامل وهم يرجون الحصول على نسخ جديدة نظيفة، ولن نسمح لأنفسنا بأن نشحن لهم نسخاً فيها عيوب من أي نوع، لا سيما وأن منهم من يحتفظ بالكتاب لسنين طويلة (بعض أصدقائنا ما زالوا يحتفظون بالطبعة الأولى من عام 1999 ببهائها الكامل) لذلك نحرص على فحص كل نسخة (ما أمكننا) قبل شحن الطلبات.
إذن ماذا سنفعل بالنسخ المتأذية التي نكتشف فيها بعض العيوب؟
بإذن الله سنطرحها للبيع بسعر مخفّض لمن كان لا يمانع بتشوه ضئيل أو أذى بسيط، وسوف نوضح حالة كل نسخة بالتفصيل ليكون الصديق على بيّنة كاملة قبل الشراء، فمَن ناسبه الكتاب بحالته ولم يمانع بشرائه فنرحب به صديقاً عزيزاً مقدّراً للنعمة ومحبّاً للبيئة وحريصاً على عدم إهدار موارد كوكبنا الثمينة.
سنعلن عن افتتاح هذا القسم قريباً إن شاء الله، فانتظرونا، وكل عام وأنتم بخير.