يتكرر في منشوراتنا استعمال “أيّ” بالتذكير مع الأسماء المذكرة والمؤنثة على السواء، فنكتب مثلاً “أيّ كتاب” و”أيّ رواية”، ولا نكاد نكتب “أية رواية” (وأمثالها) بالتأنيث إلا قليلاً. وقد سئلنا مراراً: لماذا تصنعون ذلك؟ أليس التذكير مع المذكر والتأنيث مع المؤنث هو الصحيح؟ هذا هو الجواب:
الوجهان صحيحان، فمن شاء كتب “أيّ رواية” أو “أيّة رواية” ولن يخطئ في الحالتين، إلا أن التذكير أعلى وأفصح وله في كلام العرب شواهد لا تحصى، ومنه في كتاب الله قوله تعالى: “وما تدري نفس بأي أرض تموت” وقوله: “في أيّ صورة ما شاء ركّبك”، لم يقل “بأية أرض” ولا “في أية صورة” مع أن الأرض والصورة مفردات مؤنثة، ومثله في القرآن كثير.
وكما يعلم قراؤنا الكرام فإن دار الأجيال تختار دائماً الأصح والأفصح من بين المذاهب الصحيحة ما لم يكن فيها إغراب، فعندئذ فقط نفضّل الدارج الأقل فصاحة على الغريب الأعلى والأفصح مجاراة للعرف وتجنباً للإغراب.