يحب الناس استخدام صيغ المبالغة في كلامهم اليومي، كقولهم: “قلت لك ألف مرة” و”مشيت مليون خطوة” و”ذهبت إلى الصين لأحضر لك ما تريد”.
وقد حصل لنا في “الأجيال” موقف طريف مشابه، لكنه ارتبط بسويسرا وليس بالصين. ففي حالة غريبة نادرة (في ذروة قيود كورونا ومع تعثّر عمليات الشحن في تلك الأيام) حصل أن استلمت إحدى الصديقات في الإمارات طرداً واحداً من الطردَين اللذين أرسلنا لها فيهما مجموعةَ أغاثا كريستي الكاملة. وبعد مضيّ وقت طويل في المتابعة وبعدما يئسنا من قدرة فرع الشركة في الإمارات على حل مشكلة الطرد الناقص أرسلنا طرداً جديداً بدلاً منه على حسابنا، لأننا نعتبر أننا مُلزَمون بحل مشكلات الشحن وبضمان وصول كتبنا إلى طالبيها.
أرسلنا الطرد البديل وتأكدنا من وصوله ثم نسينا الموضوع. وبعد نحو شهرين اتصل مسؤول متابعة الشحن بمدير الدار وأخبره أن الطرد الضائع وصل إلى صاحبته قادماً من جنيف! ظنّ المدير أنه يسمع مزحة طريفة وصيغة من صيغ المبالغة المألوفة، ثم اتضح أن الأمر جِدٌّ لا هزل فيه، فقد ذهب الطرد إلى سويسرا فعلاً وبقي فيها زماناً ثم عاد إلى الإمارات!
وهكذا صارت عند الصديقة نسخة مكررة من نصف المجموعة، وكانت كريمة نبيلة، فما لبثت أن دفعت قيمة مجموعة كاملة وأرسلنا إليها النصف الثاني من المجموعة فقدمتها هدية لإحدى الصديقات.
هذه قصة واقعية رويناها مفصّلة لطرافتها، وهي نموذج من الطريقة التي تحلّ بها “دار الأجيال” مشكلات الشحن التي يعاني منها الأصدقاء، ولا ريب أن العشرات منهم لهم قصص يستطيعون أن يحكوها في هذا السياق. أما ما يهمنا نحن في النهاية فهو أن نُخلص في عملنا وأن يكون شعارنا “الجودة والاهتمام” شعارَ قول وعمل لا مجرد شعارات تردَّد وكلمات تُقال.